الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية حمّام الأنف: من هو حلّاق الأجيال الحطّاب الصحراوي، الذي أردته سيارة قتيلاً، وعلاقتهُ التاريخيّة بالسبسي والصادق بوصفّارة؟

نشر في  16 سبتمبر 2018  (18:10)

 في حادث سيرٍ مُريع جدّ صبيحة اليوم الأحد، وسط مدينة حمّام الأنف، لقي شخص يبلغ من العمر 88 سنة حتفهُ بعد أن صدمتهُ سيّارة يقودها شابّ من ذوي السوابق العدلية على وجه الكِراء.

وعلمَ موقع الجمهورية في ملابسات هذه الحادثة التي خلّفت عميق الأسى والحسرة لدى الشارع المحلّي بمدينة حمّام الأنف، أنَّ شابّاً لم يمضِ على مغادرته أسوار السجن سوى أسبوع ومعروف بسلوكاته غير السويّة، كان حوالي الساعة السابعة من صباح اليوم، على متن سيّارة مؤجَّرة، وفي لحظةٍ غير متوقّعة أصاب شيخاً في طريقه إلى إحدى المخابز القريبة، ليرديه قتيلاً على عين المكان، قبلَ أن يفرّ من مكان الواقعة تاركاً السيّارة والهالك في بركة من الدماء.

وذكر مصدرٌ أمنيّ محلّي، أنّ المظنون فيه لا يزال متحصّناً بالفرار، في حين تكفّلت السلط الأمنية بتعقّب أثره والبحث عنه، لاسيّما وأنّه تمّ حصر الشبهة وتحديد هويّته، حيث أكّد المصدر ذاته أنّ سائق السيارة المكتراة حوكِم في فترةٍ سابقة في قضايا عدلية، كما أنّه معروف بامتهانه الاتجار في مجالات مخالفة للقانون.

وشيّعت جموع غفيرة من أهالي حمّام الأنف عصر اليوم، جثمان الفقيد ويُدعى الحطّاب الصحراوي إلى مثواه الأخير، ولئن عبّر خلّانهُ ومعارفهُ عن حسرتهم البالغة حيال النبأ الأليم، وبشاعة الفاجعة التي قضى على إثرها الراحل، فإنّ المصاب الجلل جعلهم يستذكرون مَناقبهُ ويشيدون برفاعة أخلاقه وحسن معاشرته وهو الذي ترعرع بين أحضان جبل بوڨرنين وتشبّع بنسيمه العليل، وضرب المثل في وفائه للنادي الرياضي لحمام الأنف منذ سنوات التأسيس.

ويعدّ المرحوم الحطّاب الصحراوي حرفيّاً عتيقاً في "صنعة الحْجامة"، حيث تخصّص في هذه الحِرفة، وكان الوجهة الأمثل لأبناء المدينة ورجالاتها الذين تسمّروا على كرسيّه وخضعوا لمِقصّهِ جيلاً بعد جيل، نذكر من بينهم في ستينات القرن الماضي، رئيس الجمهورية الحالي الباجي قايد السبسي والصادق بوصفّارة وغيرهما من الشخصيات الوطنية والاعتبارية التي عرفت بفضلها مدينة البايات أزهى الأزمنة، بل ومرجعاً في ميلاد صفوة نخبة البلاد.

ماهر العوني